إيطاليا تعلن غرق مركب هجرة قادم من صفاقس ونجاة طفلة وحيدة
شهدت سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية مأساة إنسانية جديدة، حيث غرق قارب يحمل مهاجرين انطلق من ولاية صفاقس التونسية، ما أدى إلى فقدان جميع ركابه باستثناء طفلة واحدة تبلغ من العمر 11 عامًا. الطفلة، التي تدعى “ياسمين” وتحمل جنسية سيراليون، نجت بطريقة أشبه بالمعجزة لتروي تفاصيل الكابوس الذي عاشته في عرض البحر على مدار ثلاثة أيام.
رحلة الموت: بداية المأساة
انطلقت رحلة القارب المأساوي من صفاقس وعلى متنه 44 شخصًا، بينهم عائلة “ياسمين”. واجه القارب رياحًا عاتية وأمواجًا بلغ ارتفاعها أكثر من ثلاثة أمتار، ما أدى إلى انقلابه. بينما اختفى جميع الركاب، تمكّنت “ياسمين” من النجاة بفضل ارتدائها سترتي نجاة مصنوعتين من أنابيب مملوءة بالهواء.
صراع طفلة مع الموت في البحر
ظلّت “ياسمين” وحيدة في المياه الباردة لمدة ثلاثة أيام، تعاني من الجوع والعطش وانخفاض حاد في درجة الحرارة. كانت معاناتها مضاعفة بعد فقدان جميع أفراد أسرتها خلال الرحلة. رغم ذلك، تمكنت من التمسك بالأمل حتى لحظة إنقاذها.
النجاة بأعجوبة
في إحدى ليالي ديسمبر الباردة، سمع قبطان سفينة الإنقاذ “تروتامار 3” صوت استغاثة عند الساعة 2:20 فجرًا أثناء مروره بالمنطقة. وعلى الرغم من صوت محرك السفينة المرتفع، كان الصوت واضحًا بما يكفي ليقوده إلى الطفلة. بعد إنقاذها، أكدت منظمة “كومباس كوليكتيف” الإنسانية أنها كانت في حالة ضعف شديد لكنها متجاوبة.
البحث مستمر… ومآسي أخرى تلوح في الأفق
وفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية “أنسا”، تواصل زوارق خفر السواحل والشرطة تمشيط المنطقة بحثًا عن ناجين أو جثث، دون أي نتائج حتى الآن. في الوقت نفسه، أعربت منظمة “ميديترانيا لإنقاذ البشر” عن قلقها من اختفاء ثلاث سفن أخرى تقل مئات المهاجرين كانت قد غادرت تونس في نهاية نوفمبر.
طريق الموت: إحصائيات مروّعة
يُعد الطريق البحري بين صفاقس وجزيرة لامبيدوزا من أخطر المسارات للمهاجرين في العالم. في عام 2024 وحده، لقي 2050 مهاجرًا حتفهم خلال محاولاتهم العبور، بين جثث تم انتشالها وآخرين ما زالوا في عداد المفقودين.
تبقى قصة “ياسمين” مثالًا حيًا على المآسي الإنسانية المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، وناقوس خطر يدعو العالم للتدخل وإنقاذ أرواح لا تُقدَّر بثمن.
المصدر : موزاييك أف أم