‘القبة الحرارية’ في تونس؟ .. سر موجات الحرارة المتكرّرة
أكد الخبير الدولي في التغييرات المناخية، المنصف الراجحي أن موجات الحر التي تشهدها تونس هذه الايام، تعود بالأساس الى التغيرات المناخية التي تعاني منها على غرار بقية دول العالم.
وأشار الراجحي إلى أن تونس ومنطقة البحر الأبيض المتوسط عموما ستشهد درجات حرارة قياسية هذه الصائفة، انطلاقا من شهر جويلية المقبل…
واشار الراجحي إلى أن الحديث عن موجات حرارة لا بد أن يكون نتيجة تسجيل أرقام قصوى غير اعتيادية مع تواصلها لعدد من الأيام، وذلك وفقا لمعايير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
القبة الحرارية في تونس؟
هذا وقد أشارت تقارير دولية متخصصة في متابعة تطورات الظواهر المناخية إلى أن ظاهرة جديدة تُعرف باسم القبة الحرارية بصدد التشّكل وأصبحت تمثل خطرا كبيرا على الحياة في كوكب الأرض بسبب موجات الحرارة الكبرى التي تعصف بأغلب دول العالم…
وفي هذا السياق حذرت السلطات الأميركية، من أن موجة حر بدأت تضرب شمال شرق الولايات المتحدة لافتة إلى أن درجات الحرارة قد تسجل أرقاما غير مسبوقة في الأيام المقبلة، في حين تجتاح حرائق غرب البلاد.
ما هي القبة الحرارية؟
“القبة الحرارية” ليست مصطلحا علميا قياسيا، ولكنها تصف بشكل فعال أنظمة الضغط الجوي المرتفعة التي تتسبب في دفع الهواء الدافئ إلى السطح والاحتفاظ به هناك لفترات طويلة من الزمن.
يقول موقع “كليمت تشيك” إن القبة الحرارية تحبس الهواء عالي الضغط في مكان واحد، مثل غطاء القدر خلال الطهي.
وتؤدي هذه المناطق الكبيرة من الهواء الساخن إلى مزيج من درجات الحرارة الشديدة وحرائق الغابات المدمرة وظروف الجفاف.
اعتمادا على ما سبق، يمكن اعتبار القبة الحرارية منطقة ذات ضغط مرتفع تحبس الهواء الساخن تحتها، ويعمل هذا النظام على تحويل اتجاه الرياح التي قد تؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة.
ويمكن أن تظل القباب الحرارية ثابتة لعدة أيام حتى تتغير الظروف ويتحرك نظام الضغط العالي.
وكالة أسوشيتد برس نقلت عن كين كونكل، أستاذ أبحاث علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية نورث كارولينا، قوله: “عندما يتطور نظام الضغط العالي في الغلاف الجوي العلوي، فإنه يتسبب في هبوط الهواء المتواجد تحته وضغطه، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي السفلي”، مضيفا “ولأن الهواء الساخن يتمدد، فإنه يشكل قبة منتفخة”.
ما الذي يسبب القباب الحرارية؟
بالعادة يتحرك الضغط الجوي الطبيعي من الغرب إلى الشرق، لكن أحيانا، تتعطل حركته عندما يضعف التيار الدافع، وعندما يزداد ضعفا، يتوقف بالكامل، وهو ما يمكن أن ينتج منطقة مستمرة من الضغط الجوي العالي في مكان واحد، فينزل الهواء نحو السطح ويتم ضغطه نحو الأرض، مكونا قبة حرارية.
يزدحم الهواء داخل حجم أصغر، ثم ترتفع درجة حرارته، حيث تمنع طبقة الضغط العالي الهواء الساخن من الارتفاع وتمنع تشكل السحب، مما يسمح لمزيد من إشعاع الشمس بضرب الأرض.
ويصبح الهواء الساخن المحصور أسفل نظام الضغط العالي أكثر دفئا بشكل متزايد لأنه غير قادر على الهروب خارج القبة.
وعندما تسخن الأرض (الواقعة أسفل القباب الحرارية)، يمكن أن تجف وتصبح أكثر عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة.
وإلى أن يتم التخلص من نظام الضغط العالي، يستمر الهواء الساخن المحبوس في تفاقم الظروف الساخنة على الأرض.
ويمكن أن تستمر القباب الحرارية من عدة أيام إلى أسابيع بسبب دورة ارتفاع درجات الحرارة.
في المقابل يؤكد خبراء أن موجات الحرارة التي تشهدها تونس منذ صائفة 2023 والتي من المتوقع أن تتكرّر في صيف 2024 لا تدخل ضمن ظاهرة القبة الحرارية، غير أنها تعّد مثالا بارزا على التغيرات المناخية التي ستُهدد الحياة بشكل جدي على كوكب، وعلى الرغم من أنها كانت منتظرة بداية من سنة 2030 إلا أن عامل التلوث سرّع في حدوثها، وأصبح من الضروري اليوم إيجاد حلول ناجعة والتأقلم مع هذه التغيرات المناخية الصعبة على بلاد مثل تونس…
المصدر : الصريح أون لاين