” أنا أول تونسية تقود طائرة حربية مقاتلة .. الرحلة كانت صعبة، لكن الحلم تحقّق “، هكذا تحدّثت يمنى الدلايلي، أمام عدد من الصحفيين، بفخر وتأثّر باديين على ملامحها عن تجربتها الاستثنائية والملهمة.
الملازم أول يمنى الدلايلي هي أول امرأة تونسية تقود طائرة حربية مقاتلة في تاريخ الجيش الوطني، بعد مسار تكويني بدأته سنة 2016 في مدرسة الطيران ببرج العامري واستمر في تونس وفي الخارج من أجل بلوغ أعلى درجات الكفاءة في اختصاصها.
تضيف يمنى قولها، في لقاء مع صحفيين كانوا في زيارة ميدانية نظّمتها وزارة الدفاع إلى إدارة التعليم العالي العسكري والبحث العلمي بالقاعدة العسكرية بالعوينة، ” حلمي منذ الصغر أن أكون قائدة طائرة، ومع مضي الوقت اقتنعت بأن الحلم يمكن أن يصبح حقيقة وأن يكون هدفا سهل التحقيق بالاجتهاد في الدراسة والتكوين”.
وتتابع في هذا الشأن “بدأ تحقيق الحلم بالنجاح في الباكلوريا شعبة علوم تقنية بمعدل 16.46 مع ملاحظة حسن جدا بالمعهد النموذجي بورقيبة تونس قبل الالتحاق بمدرسة الطيران ببرج العامري منطلق رحلتي إلى النجاح”.
مدرسة الطيران ببرج العامري، التابعة لوزارة الدفاع الوطني، هي مؤسسة تعمل على تكوين الضباط لنيل الشهادة الوطنية لمهندس في اختصاصات متعددة ذات علاقة بالطيران.
كما تعمل على تنظيم دورات خاصة لفائدة وزارتي الدفاع والنقل وتنظيم دورات الامتحانات الوطنية لفائدة الإدارة العامة للطيران المدني.
ويتوفّر بهذه المؤسسة مساران للتكوين، وهما مسار الشهادة الوطنية لمهندس ومسار الشهادة الوطنية لمهندس طيار.
تواصل الملازم أول الدلايلي حديثها عن مسيرتها قائلة إنها درست لمدة سنتين، في مرحلة أولى، كُلّلتا بالنجاح والتفوق ثم نجحت في عملية الانتقاء المسبق للطيارين، وهي عبارة عن دروس نظرية وساعات طيران فعلية على متن الطائرة “تي بي 20 جي تي “.
وعلى إثرها واصلت دراستها لمدة 3 سنوات لتتخرج برتبة مهندس طيار حاصلة على شهادة الكفاءة النظرية لطيار خط طائرة ومجموع 60 ساعة طيران على الطائرة نفسها (تي بي 20 جي تي).
إثر نجاحها التحقت بالقاعدة الجوية بصفاقس بالوحدة الجوية 14 أين تمرّنت على قيادة طائرة إيطالية (اس اف 260 ماغاتي) وتحصلت على شهادة سباق الطائرات العسكرية عدد 1.
اختيار يمنى الدلايلي اختصاص “قيادة الطائرة الحربية” جاء بعد تألقها في الحصول على شهادتها بالقاعدة الجوية بصفاقس وباتت أمام خيارين إثنين، إما قيادة طائرة مروحية (هيليكوبتر) أو طائرة حربية.
وفي هذا الشأن تقول يمنى ” لقد تفوقت واخترت قيادة الطائرة الحربية والتوجّه إلى الوحدة الجوية 13 أين انطلقت رحلتي مع الطائرة R59 لتأتي لاحقا فرصة الالتحاق بالأردن لمواصلة التكوين بكلية الملك حسين الجوية وقيادة طائرة “بي سي 21” في “طيران متقدم”.
ويؤكد أستاذها ومدير التعليم العالي العسكري والبحث العلمي، نبيل بن عبد الله، أن اختيار المؤسّسة ليمنى الدّلايلي وتمكينها من مواصلة تكوينها بالخارج كان نتيجة تميّزها وتفوّقها طيلة مراحل تكوينها القاعدي بتونس وحصولها على المعدّل الأعلى.
ويضيف قوله إنه لم يكن هناك أي تردّد بشأن تمكين يمنى من فرصة التكوين بالخارج في اختصاص طائرة نفاثة لأحقيتها بذلك كامرأة تونسية متفوقة وهو ما حققته أيضا في بلد التكوين.
وتؤيد يمنى الدّلايلي كلام أستاذها بالقول ” التونسيون بإمكانهم تحقيق التفوّق أينما ذهبوا ..”، وتضيف في هذا الشأن ” أنهيت المرحلة في الأردن بتفوق وكنت الأولى، وعدت إلى أرض الوطن صحبة زميل تونسي لي بمجموع 240 ساعة طيران ومتحصلة على شهادة سياقة الطائرات العسكرية عدد 2 و3 لألتحق بالوحدة الجوية 15 وأكون أول تونسية تقود طائرة نفاثة مقاتلة بجيش الطيران التونسي”.
ويبرز العميد بن عبد لله الحرص المتواصل صلب المؤسسة على ضمان تكافؤ الفرص بين المرأة العسكرية، التي عزّزت وجودها باقتدار وأثبت دورها ونجاحاتها، وبين الرجل، كما هو الحال في تجربة يمنى.
ويضيف قوله ” هناك العديد من العناصر النسائية اللاتي تلقين التكوين في مستوى جيش الطيران في مختلف الاختصاصات سواء في اختصاص الهيليكوبتر أو في اختصاص النقل، لكن لقب أول قائدة طائرة مقاتلة بجيش الطيران التونسي حظيت به الملازم أول يمنى الدلايلي”.
وات