روى وزير الداخلية كمال الفقي، خلال نقطة إعلاميّة، اليوم الخميس 11 ماي 2023، بمقرّ الوزارة، تفاصيل عملية جربة، إذ قام المعتدي بتصفية زميله، بسابقية إضمار وترصّد، حيث عمد إلى قتله بمسدّس فردي، ووجّه رصاصة خلف أذنه، وسقط الشهيد الأوّل، التابع للمركز الحرس البحري بأغير جربة، أصيل منطقة الحنشة من ولاية صفاقس.
“ثمّ توجّه المعتدي، واسمه وسام الخزري، على متن سيارة نارية تتبع لمركز الحرس البحري، ليتمركز في حديقة تتبع مدرسة الرياض الجديدة، بمنطقة السوادي بجربة، والتي تبعد مسافة 200 مترا تقريبا عن معبد الغريبة ودار الضيافة”.
وأضاف كمال الفقي أنّ المعتدي خرج من باب المدرسة التي اختبئ خلف أسوارها وترصدّ تحرّك سيارة شرطة مرور كانت تمكُثُ أمام المدرسة، ليتوسّط الشارع باتّجاه الغريبة ودار الضيافة، ويبدأ في إطلاق النار بصفة عشوائية على المارة وأعوان الأمن.
“وقد أطلق النار على الضحية الأولى في حدود الساعة الثامنة و13 دقيقة، ثمّ اتّجه صوب أعوان الأمن لإيقاع أوسع ما يمكن من الضحايا وتمّت محاصرته والقضاء عليه”، وفق تصريح الوزير.
وأوضح وزير الداخلية أنّه تمّت محاصرته والقضاء عليه، وذلك في ظرف 112 ثانية، أيّ دقيقة و52 ثانية.
واستشهد خلال هذا الاعتداء، العميد بالأمن الوطني “ماهر العربي” 54 سنة تابع لإدارة شرطة المرور (بمنزل بورقيبة ولاية بنزرت)، والوكيل أوّل بالحرس الوطني “خير الدّين اللافي” 31 سنة تابع لوحدات الحرس البحري بجربة، وناظر الأمن أوّل “محمّد عبد المجيد عتيق” 31 سنة تابع للفوج الوطني لمجابهة الإرهاب (استشهد بالمُستشفى مُتأثرا بإصابتهِ).
يُذكر أنّ عون حرس تابع للمركز البحري للحرس الوطني بأغير جربة، أقدم الثلاثاء 9 ماي 2023، على قتل زميله باستعمال سلاحه الفردي والإستيلاء على الذخيرة، ثمّ حاول الوُصُول إلى مُحيط معبد الغريبة وعمد إلى إطلاق النار بصفة عشوائيّة على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان والتي تصدّت لهُ ومنعتهُ من الوصول إلى المعبد وأردتهُ قتيلا.
وأسفرت العمليّة عن وفاة خمسة أشخاص، ثلاثة أمنيين واثنان من زوّار الغريبة، وإصابة عدد من أعوان الأمن ومدنيين بإصابات مُتفاوتة الخطورة.
وكشفت وزارة الخارجية في بلاغ لها، أنّ ضحيتيْ “عملية جربة” من الزوار، هما تونسي (30 سنة) وفرنسي (42 سنة).
وتربط القتيلين قرابة عائلية وهما أفييل حداد يهودي تونسي يبلغ من العمر 30 عامًا، وبنيامين حداد (42 عامًا) ويعيش في فرنسا كان متواجدا في جزيرة للمشاركة في زيارة الغريبة.
ونُفّذ الهجوم في وقتٍ كانت الزيارة السنوية للغريبة، التي انطلقت الإثنين، توشك على الانتهاء.
ووفقًا للمنظّمين، جذبت زيارة الغريبة هذا العام أكثر من خمسة آلاف يهودي، معظمهم من الخارج، للمشاركة في الزيارة التي استؤنف السنة الماضية بعد انقطاع دام عامين بسبب كوفيد-19.
وتُنظّم الزيارة إلى كنيس الغريبة سنويًّا في اليوم الثالث والثلاثين من عيد الفصح اليهوديّ، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيّين الذين لا يزيد عددهم على 1500، ويعيش معظمهم في جربة.
ويأتي هذا الهجوم في وقتٍ تُسجّل السياحة انتعاشة قوية في تونس بعد تباطؤ حادّ خلال جائحة كورونا.
المصدر : موزاييك أف أم