الكاف: عودة ظهور العديد من النباتات المهدّدة بالانقراض
بعد جفاف خيّم على البلاد التونسية طيلة أربع سنوات متتالية، تغيّر المشهد الطبيعي في ولاية الكاف هذه السنة بنزول كميات هامّة من الأمطار على الجهة أذنت بإيناع العديد من النباتات الطبيعية التي أعرب العديد من علماء النباتات عن تخوّفهم من إمكانية انقراضها.
وفي جولة بين ثنايا جبال دير الكاف مع المختص في علم النباتات الدكتور، أحمد المرواني، تراءت للزائرين عودة الطبيعة إلى سالف جمالها من خلال ظهور عدة نباتات عطرية وأخرى للزينة أو للرعي في كثير من المساحات التي بدت مزهرة في هذه الفترة إلى درجة أنها أثارت ذهول الباحثين بخضرتها ووفرة نباتاتها وتركت في أنفسهم أثرا طيّبا.
يقول المرواني إن ما شاهده في دير الكاف، التي يعتبرها “مكة علماء النباتات”، من عودة الحياة إلى طبيعتها بعث في نفسه شيئا من الاطمئنان بسبب عدم استسلام الطبيعة لظاهرة الجفاف بما يؤكد قدرتها على الصمود في وجه بعض الكوارث الطبيعية، على حد تعبيره.
ويعدّد المرواني في حديثه لصحفي “وات” مختلف أصناف النباتات التي عادت إلى الحياة بعد غياب طويل، فيذكر بعض النباتات العسلية كالبرسم والبرواق من الفصيلة الزنبقية، والخبيزة البرية وهي نبتة تزهر في كل الأماكن كالحقول وحواشي الطرقات وتستعمل لمداواة الالتهابات الخارجية والداخلية، إلى جانب انتشار عدة نباتات أخرى بشكل ملفت للإنتباه في الحقول والمزارع والجبال مثل البسانة الصفراء، والداد، وبعض أنواع الزعفران.
ووفق نفس المصدر، يؤكد إيناع مختلف هذه الأنواع للمختصين في علم النباتات أنّ الطبيعة استرجعت جذورها ومخزوناتها من النباتات التي دائماً ما تتأثر ببعض العوامل الطبيعية وبالخصوص الجفاف الذي يعتبر أكبر خطر يهدد بعض أصناف النباتات الهشة التي لا تستطيع مقاومة ظاهرة العطش الدورية والصمود أمام هذه الجائحة الطبيعية.
وات