أثار فيديو متداول لحفل زفاف في أحد أرياف معتمدية العلا بالقيروان جدلا واسعا على وسائل التواصل الإجتماعي، حيث وثّقت مشاهد فيديو جمع أكثر من 470 ألف دينار خلال ما يعرف ”بالرموّ” أو ”الشاشية” وهي من تقاليد الأعراس في العديد من جهات البلاد وخاصة في المناطق الريفية حيث يتمّ تقديم عطايا للعريس من أصدقائه وأقاربه خلال حفل ”الحنّة ”، وعادة ما تتمثّل هذه العطايا في مبالغ مالية تتفاوت قيمتها.
وتعدّ ولاية القيروان من بين هذه المناطق التي تنتشر فيها هذه الظاهرة.
وفي السنوات الاخيرة تحوّلت هذه العادة الاجتماعية، التي تهدف بالأساس إلى إعانة العريس على تكاليف الزواج، إلى مظهر من مظاهر التباهي والتفاخر وتنافس كبير بين الشبان، لتصل المبالغ التي يتمّ تجميعها إلى أرقام قياسية، مثلما هوّ الحال في حفل الزفاف المذكور.
وأظهر مقطع الفيديو المتداول الذي حصد مئات الآلاف من المشاهدات، حقيبتين من الأموال تمّ جمعها خلال الحفل، قدّرت قيمتها بأكثر من 470 ألف دينار.
وفي عديد المناطق بولاية القيروان سُجّل خلال حفلات الزفاف تجميع مبالغ مالية كبيرة وأحيانا يتم تقديم هذه المبالغ على شكل صكوك، إضافة إلى هدايا قيّمة على غرار السيارات والشاحنات، مثلما تُظهره الفيديوهات التي توثّق لهذه العادات، خاصة مع انتشار استخدام وسائل التواصل الإجتماعي.
وتكشف مثل هذه المظاهر عن التناقض الصارخ الذي تعيشه هذه المناطق من البلاد التي تعاني في الآن نفسه نسب فقر عالية ومظاهر بؤس شديد.
وفي الأسبوع الفارط جمع ” عريس” خلال حفل ”حنته” أكثر من 320 ألف دينار بأحواز معتمدية العلا. كما جمع عريس آخر يقطن باحواز معتمدية حفوز أكثر من 300 ألف دينار من ”الرمو” من قبل أصدقائه وأقاربه.
وخلقت ظاهرة ”الرمو” تنافسا كبيرا بين المناطق الريفية بولاية القيروان خاصة بمعتمديات بوحجلة والعلا وحفوز وحاجب العيون الى جانب الحرص على عن جلب أكبر عدد من الفنانين الشعبيين التونسيين والجزائريين.
وفي منطقة رقادة جمع عريس أكثر من 400 الف دينار في “الرمو” وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق عملية رشق الأموال.
المصدر : موزاييك أف أم