دراسة : تونس يمكن أن تخسر ثلث محصولها من الزياتين و350 ألف طن من الحبوب في هذه الحالة

خلصت نتائج أوّلية لدراسة حديثة أعدّها المشروع الدولي للتصرف في المخاطر الفلاحية (بارم) بالاشتراك مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، إلى أن تونس يُمكن أن تخسر حوالي ثلث محصول الزياتين وزهاء 350 ألف طن من الحُبوب في حال حدوث مخاطر فلاحية قصوى.

وقال الأستاذ الجامعي والمختص في السياسيات الفلاحية وأحد مُعّدي الدراسة العلمية حول “تداعيات التغيرات المناخية على منظومتي الحبوب والزياتين في تونس”، حسام الدين الشابي، إنّهُ في حال حدوث مخاطر فلاحية وتكون قصوى بالإمكان أن تساهم في فقدان تونس لثلث محصول الزراعات الكبرى والزياتين وسيكون لذلك انعكاسات اقتصادية ومالية على ميزان الدفوعات وارتفاع قيمة توريد الحبوب وخسارة العُملة الأجنبية من عملية تصدير زيت الزيتون وفق تقديره.
وقدّر الشابي، في تصريح لـ(وات)، “أنّ المخاطر الفلاحية قد تُؤدي إلى خسارة حوالي 350 ألف طن من الحبوب، معتبرا ذلك رقما هاما ومفزعا جراء الجوائح الطبيعية”.

وأفاد خلال ورشة عمل لتقديم النتائج الأوّلية لهذه الدراسة التي دامت 6 أشهر، بأنّها شملت المخاطر المتعلقة أساسا بتغيّرات المناخ والأسواق والتصدير والتجارة الخارجية وأسعار الصرف والمنشات الفلاحية.
ولاحظ أنّ الدراسة ركزت على المخاطر المناخية من حيث دراسة تأثير النقص الحاد في المياه على الزياتين خاصة على مجال انتاج زيتون الزيت.

وركزت الدراسة على قطاع إنتاج الحبوب (القمح الصلب والقمح اللين)، مع السعي الى دراسة الخسائر التي يمكن أن تتسبب فيها المخاطر على مردود الزراعات الكبرى في تونس ولا سيما إمكانية تراجع مردود الفلاح التونسي ودخله.

ولفت المتحدث إلى أنّ الفلاح التونسي يجد نفسه في بعض الأحيان غير قادر على التصدي للمخاطر الفلاحية القصوى، مشددا على أهمية قيمة الضرر في حال حدوثه، الأمر الذي يدفع إلى وجوب تفكير الدولة في إرساء آليات وأساليب للتخفيف من وطأة و حدّة المخاطر.
وكشف مُعّد الدراسة، أنّه في حال حصول مخاطر فلاحية كبيرة مثل الحرارة القصوى أو الاجهاد المائي قد ينعكس ذلك على ضياع ثلث المحصول من الحبوب، مشيرا إلى أنّ التغيرات المناخية في تونس هامة وصارت متواترة.

وأكد المتحّث أنّ الدراسة من شأنها أن تقود إلى مسالك تفكير عميقة مرتبطة بتحيين السياسات الفلاحية في تونس من ذلك تغيير الخارطة الفلاحية في تونس وتحيينها، لافتا إلى أنّ وزارة الفلاحة بصدد الاشتغال على هذه النواحي.

وات

Exit mobile version