حجب الأعداد والمعدلات على التلاميذ من شأنه أن يؤثر على اجتهادهم
أكّد الخبير في علم النفس التربوي، فريد شويخي، اليوم الأربعاء ، أن حجب الأعداد والمعدلات على التلاميذ من شأنه أن يؤثر على أدائهم وبالتالي على اجتهادهم وتحفيزهم.
واعتبرالخبير، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن قرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي حجب أعداد التلاميذ عن الإدارة بالنسبة لامتحانات الثلاثي الأول وأعداد الثلاثي الثاني، احتجاجا على عدم تفاعل سلطة الاشراف مع مطالبها، من شأنه أن يلحق ضررا نفسيا بالتلاميذ.
وأوضح أن المنظومة التربوية المعتمدة منذ سنوات طويلة في تونس عوّدت التلاميذ على تمكينهم من الاطلاع على نتائج محصولهم العلمي باعتماد « مستند رسمي » مختوم من المؤسسة التي ينتمون إليها في شكل دفتر أو بطاقة أعداد ، مشددا على أن هذه الوثائق الرسمية تحمل قيمة رمزية هامة بالنسبة الى التلاميذ والأولياء على حد السواء.
وبيّن الخبير أن حجب هذه الوثائق على التلاميذ يوجّه إليهم رسالة سلبية غير مباشرة مفادها أن مجهودهم الدراسي لم يقابله « مكافأة » و هو ما سيشعرهم بعدم وجود قيمة لاجتهادهم وعملهم بما سيؤثر حتما على تحفيزهم وعلى المضي قدما نحو الحصول على نتائج أفضل.
ولفت إلى أن دفاتر و بطاقات الأعداد لا تتضمن أعداد التلاميذ فقط وانما أيضا ملاحظات المدرسين والتي تعد على غاية من الأهمية لأن من شأنها أن تنير درب الأولياء وتساعدهم على تصويب وتعديل سلوكيات أبنائهم وطرق عملهم الدراسي.
وبين أن هذه الملاحظات هي بمثابة « التغذية الراجعة » حيث يمكن استغلال ما ورد فيها من نقد بنّاء لتجاوز الثغرات التعليمية والسلوكية للتلميذ.
من جهة أخرى، اعتبر الخبير أن حجب الأعداد والدفاتر والبطاقات المدرسية ليس له تأثير على المستوى التعليمي للتلميذ بقدر مايؤثر على تطوير مجهوده، مشدّدا على أنه لا علاقة للتطوّر العلمي بالتطور العددي وقد تلعب الصدفة وعدة عوامل أخرى: نفسية و اجتماعية و صحية.. في كثير من الأحيان، دورا كبيرا في حصول تلميذ متميز على عدد متدنّ لا يعكس مستواه الحقيقي والعكس صحيح.
يذكر أن أزمة وزارة التربية مع نقابات التعليم الأساسي والثانوي مازالت متواصلة حيث ظلت هذه النقابات متمسكة بمطالبها مهددة بمزيد التصعيد وبمواصلة حجب أعداد الثلاثي الثاني إلى أن تقع الاستجابة الى مطالبها من قبل سلطة الاشراف.
وقدد هدّد الأساتذة النواب المحتجون، اليوم الأربعاء، أمام مقر وزارة التربية، باتخاذ أشكال احتجاج جديدة وتصعيد نسقها في حال لم يتم التوصل الى حل خلال الجلسة الصلحية التي من المفترض أن تجمع وزير التربية محمد علي بوغديري ووفد عن الجامعة العامة للتعليم الثانوي.
المصدر : وكالة تونس افريقيا للأنباء