تكاد تسترق منها الكلمات بسبب خجلها فلا تجيب الا بابتسامة خفيفة “توقعت النجاح في امتحان الباكلوريا ولم اتوقع ان احصل على اعلى معدل وطنيا في امتحان الباكلوريا شعبة علوم تجريبية” هي فردوس العياري ذات ال18 ربيعا التي حققت نجاحا في الباكلوريا بمعدل 19,72″ هكذا توجهت اليها فردوس عياري اصيلة مدينة منزل بوزلفة.
وتتابع فردوس حديثها “لم اتوقع ان احقق هذا المعدل وان اصل الى تحقيق معدل يفوق 19 من 20 فانا احب الدراسة ورسمت لنفسي هدفا اعمل على تحقيقه الا وهو دراسة الطب في تونس والدراسة في الخارج لا تستهويني”
وتضيف بعد ان رفعت نظارتها ولامست خصلات من شعرها، “انا لا اختلف كثيرا عن اترابي وربما اكون اكثر مواضبة وانضباطا فانا اخترت العمل اليومي المتواصل من اجل تحقيق هدفي، فقد حافظت في دراستي على طريقة باتت عادية بالنسبة لي الا وهي العمل اليومي والتركيز في القسم، وانا لا احبذ السهر ليلا بل اني من هواة الاستيقاظ باكرا”
وتقول “انا من هواة المطالعة منذ سنوات الدراسية الاولى ومولعة بمشاهدة الافلام والمسلسلات ولا احرم نفسي من الاستمتاع بالخروج مع اصدقائي واعتبر ان الحياة لا تقتصر على الدراسة ولكن اعول على تنظيم وقتي حتى اسقط في الضغط النفسي”.
قصة نجاح فردوس هي قصة نجاح عائلي ونجاح للاسرة التربوية، فتقول امها عبير السكوري العياري “فرحتنا لا توصف خاصة وان تميز فردوس في الباكلوريا وحصولها على اعلى معدل وطنيا هو توفيق من الله وتتويج لسنوات من التعب والمثابرة والتضحية بعد سنوات اولى من التنقل اليومي بين منزل بوزلفة ونابل الى ان قررنا ان نتسوغ لها ولاختها منزلا في نابل لتوفير الظروف الملائمة لدراستها في الباكلوريا. وانا ووالدها نعمل على تقسيم الادوار والمتابعة والتنقل بين منزل بوزلفة ونابل لرعايتهما وتوفير مستلزمات حياتهما اليومية”.
وتتابع ام فردوس ” ابنتي تتميز بعديد الخصال لعل ابرزها الطبيعة الرقيقة والهدوء والتنظيم فهي من تنظم اوقات حياتها اليومية ومن تضع برنامجها الدراسي على امتداد كامل السنة الدراسية وفي فترة الامتحانات ونجاح فردوس هو فخر لمنزل بوزلفة وفخر لولاية نابل وحتى لتونس وفرحة النجاح هي فرحة من القلب نتقاسمها بكل صدق مع كل التونسيين”.
ويقول الد فردوس عبد الوهاب العياري “فردوس تتميز بطبيعتها الهادئة وهي بنت مثابرة ومسيرتها الدراسية عرفت نسقا تصاعديا من الابتدائي الى الثانوي وصولا الى الباكلوريا ونجاحها ثمرة لمجهود شخصي وهي مولعة بالمطالعة منذ سنواتها الاولى وهي من حددت لنفسها هدفا ومن تعمل على تحقيقها ونحن نعمل على توفير الاحاطة اللازمة لها ولا اتذكر يوما اني طلبت منها ان تعتني بدراستها واكتفي بان انصحها واوجهها احيانا اخرى لتحقق مسيرة النجاح التي ترضاها”.
قصة نجاح فردوس لم تقتصر على عائلتها المصغرة بل شملت كذلك الاسرة التربوية فقد حضر لتهنئتها اليوم مدير المعهد النموذجي بنابل هشام فنية الذي صرح ل(وات) “فرحتنا في المعهد النموذجي بنابل فرحة مضاعفة الاولى بنجاح فردوس والثانية بعودة المعهد الى التتويج الوطني لتكون الجائزة الوطنية الرابعة في تاريخ المعهد”.
ويتابع المدير ” فرحتي الشخصية مضاعفة خاصة واني مدير المعهد النموذجي وكنت قبل سنة ونصف استاذا لفردوس وهي الفترة التي خبرت فيها جدية فردوس وكفاءتها وقدرتها على النجاح والتفوق” مبرزا ” لم الاحظ تغير في طبيعة فردوس فهي فتاة خجولة ولا تجيب الا بالعمل والنتائج الباهرة زد على ذلك مواضبتها على الدراسة فلم نسجل لها اي غياب وهي تلميذة نموذجية دراسة وسلوكا”.
المصدر : وكالة تونس افريقيا للانباء