الواقع الرياضي في تونس يزداد سوءا ونقاط استفهام كثيرة تطرح اليوم. فما ان نخرج من مطب حتى نجد أنفسنا في مطب اخر.. هذا ربيع تونسي صعب، فالازمات الداخلية تكاثرت وتحاصر كرتنا من كل جانب، وانهيار الرضاء الشعبي عن سياسة التسيير تثبته الاستطلاعات الاسبوعية في الشوارع الكروية.
فترة صعبة
كرة القدم تمر بفترة صعبة تشهد توترات مستمرة في العلاقة بين صنّاع القرار الرياضي في تونسنا وعجز واضح عن إيقاف النزيف الذي يهدد أمن هذه الساحرة المستديرة وتتصاعد الحملات الدعائية السلبية.
كنت على شيء من الدراية بتلك الازمات والتوترات بفعل متابعتي اليومية للأوضاع الكروية في بلادنا كإعلامي رياضي في كم من وسيلة اعلامية فخيرت الحيادية احتراما لتداخل الأدوار غير أنني لم أدرك يوما بتداعياتها الكثيرة والفعلية على نقطة الضوء الوحيدة والايجابية في الجامعة والمتمثلة في الإدارة الفنية وقياداتها الا حين ما قرأته بخط رئيس الجامعة شخصيا السيد وديع الجرىء الذي اعتبر الدكتور العلامة الخلوق والمتمكن من المهنة السيد صغير زويتة مديرا فنيا من الماضي ‘مديرا فنيا سابقا’.
وكان يفترض ان تقع عديد التوضيحات عن سبب خروجه دون تقزيم قاماتنا الفنية الكروية بإعتباره الرجل الأول الساهر على منتخباتنا الوطنية فنيا.. فليس هكذا سيدي رئيس الجامعة المحترم تدار الأمور.
لنكتشف بعد هذا القرار المفاجئ أن الإدارة الفنية صارت مادة للسخرية والتندر ولا قيمة لها بعد اليوم. فبعد كل هذه السنين من العمل والكفاح والنضال في سبيل تطوير وتعصير الكرة التونسية يخرج مديرها الفني الخلوق من الباب الصغير.. لتتضح إلينا اليوم المدى الحقيقي لازمة الكرة في تونسنا.
فجوة واسعة
حقيقة فجوة واسعة نعيشها اليوم بين صناع القرار الرياضي وبين حقيقة سياساتها الغامضة مع غياب التوافق التام، والخوف كل الخوف ان تؤثر هذه التوترات وهذه التشنجات بين كل الاطراف على مسيرة منتخباتنا في المحافل الدولية.
وعلى الكل التحلي بالهدوء والرصانة والابتعاد عن الصراعات الجانبية قبل أن يجرفنا تيار لا نعرف منتهاه مما يؤدي بكرتنا الى الدخول في نفق مظلم لا نعرف منتهاه.. ومن أنذر فقد اعذر وما على الرسول الا البلاغ.
المصدر : الصريح أون لاين