تبدأ اليوم الأربعاء، 25 ديسمبر 2024، فترة “الليالي البيض” وفقًا للتقويم الفلاحي التقليدي المعتمد في تونس وشمال إفريقيا. وتُعد هذه الفترة إحدى المحطات المناخية المميزة التي توارثتها الأجيال منذ الحضارة الأمازيغية، والتي لعبت دورًا أساسيًا في تنظيم الزراعة والأنشطة الفلاحية.
خصائص الليالي البيض
تمتد فترة الليالي البيض على مدار 19 يومًا، من 25 ديسمبر حتى 13 جانفي. تُعرف هذه الليالي بصفاء سمائها وقلة الغيوم فيها، مما يمنحها اسم “البيض”. وتتسم بأجواء متناقضة:
نهارًا: تكون درجات الحرارة دافئة نسبيًا.
ليلًا: تسود برودة شديدة مع تساقط الصقيع وظهور الندوة (الندى)، ما يجعل الليالي قارسة البرودة.
أصولها الأمازيغية
يعود أصل هذه الفترة إلى التقويم الزراعي الأمازيغي، الذي كان يعكس ارتباط الأمازيغ الوثيق بالأرض والزراعة. ورغم مرور آلاف السنين، ما زالت هذه التقاليد تُستخدم في شمال إفريقيا، وخاصة في تونس، كمرجع أساسي للتخطيط الزراعي وتوقع التغيرات المناخية.
“الليالي البيض” ليست مجرد ظاهرة مناخية، بل هي إرث ثقافي يعكس التكيف الإنساني مع الطبيعة وفهم دورتها، مما يبرز أهمية هذا التراث في الحياة اليومية للفلاحين إلى يومنا هذا.